أزمة متصاعدة بين الهند وباكستان: نيودلهي تعلن قطع مياه الأنهار وتنفّذ ضربات جوية وإسلام آباد تتوعد بالرد

في تصعيد جديد ينذر بخطر انفجار الأوضاع في جنوب آسيا، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الثلاثاء، أن بلاده ستقطع المياه عن باكستان من الأنهار التي تنبع من الأراضي الهندية، ملوحًا باستخدام ورقة المياه في النزاع المتفاقم بين الجارتين النوويتين.
وقال مودي في خطاب علني:
“كانت مياه الهند تتدفّق إلى الخارج، هذا الأمر سيتوقف الآن خدمة لمصالح الهند، وهي ستُستخدم لخدمة البلاد”.
ويأتي هذا القرار على خلفية تصاعد التوتر بين الهند وباكستان إثر هجوم وقع في الشطر الهندي من كشمير. وفي السياق، تتهم باكستان جارتها الهند بتعديل مجرى نهر شيناب، أحد الأنهار الثلاثة التي وضعتها معاهدة مياه السند لعام 1960 تحت سيطرة إسلام آباد، وهو نهر ينبع من الهند.
اشتباكات وقصف متبادل وخسائر بشرية
وعلى الأرض، نقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين جراء القصف الهندي على عدة مواقع باكستانية.
في المقابل، أكد مسؤول هندي مقتل 10 أشخاص وإصابة 48 في قصف باكستاني استهدف الجزء الهندي من كشمير.
وشهدت ثلاث مناطق حدودية في كشمير تبادلاً عنيفاً للقصف بين الجيشين، وفق ما أكدته مصادر ميدانية.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الباكستاني بأن القصف الهندي استهدف مواقع مدنية في باكستان، مؤكداً أن “الرد قيد التحضير”، وأن
“ادعاء الهند استهداف معسكرات إرهابية كاذب”.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، أن الهند أطلقت صواريخ من مجالها الجوي استهدفت مناطق مدنية، متهماً نيودلهي بتلفيق رواية عن استهداف معسكرات إرهابية.
الهند تعلن قصف 9 مواقع وباكستان تسقط طائرات
وأفادت وزارة الدفاع الهندية أنها نفذت عملية عسكرية استهدفت ما وصفته بالبنية التحتية الإرهابية في جامو وكشمير وباكستان، مؤكدة قصف 9 مواقع عسكرية تم فيها التخطيط لهجمات ضد الهند.
بالمقابل، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن 4 مواقع تعرضت لهجمات صاروخية هندية أطلقت من الجو دون خرق للأجواء، فيما أكد وزير الدفاع الباكستاني إسقاط طائرتين حربيتين هنديتين وطائرة مسيّرة.
تعليق الرحلات الجوية وتحذيرات دولية
بالتزامن مع التصعيد، أعلنت عدة شركات طيران آسيوية تغيير مسار رحلاتها أو إلغاءها بالكامل لتفادي المجال الجوي الباكستاني، إذ تم إلغاء 52 رحلة من وإلى باكستان، بحسب بيانات موقع “فلايت رادار 24”.
وفي خضم هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى
“أقصى درجات ضبط النفس”،
وفق ما نقله متحدث أممي لوكالة رويترز، معرباً عن قلقه من تفاقم الأوضاع بين القوتين النوويتين.