تونس معنيّة وشخصيات عربية تدعو الدول العربية إلى الارتقاء إلى مستوى مواقف الشعوب ودعم جنوب إفريقيا

البرادعي: عدم مشاركة العرب في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل وصمة عار لا تمحى
دعا نائب الرئيس المصري الأسبق، محمد البرادعي، الدول العربية إلى المشاركة بفعالية في دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، معتبرا أن عدم المشاركة سيكون
“وصمة عار لا تمحى”.
وتأتي هذه الدعوة في وقت تستعد فيه محكمة العدل الدولية لعقد جلساتها الأولى للنظر في الدعوى، التي تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني.
وفي تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، قال البرادعي:
“أتصوّر أنّ جميع الدول العربية ستشارك بفعالية وعن طريق أفضل الخبراء القانونيين في دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل”.
وأضاف:
“باختصار عدم المشاركة سيكون دليلا دامغا على أنّ الأنظمة العربية لا تمثّل شعوبها، ووصمة عار لا يمكن محوها”.
وتابع البرادعي أنّ جنوب إفريقيا ستطالب المحكمة بأن تأمر باتّخاذ تدابير أوّلية بوقف إطلاق النار وأيّ عمليات عسكرية أخرى إلى حين الفصل في أصل الموضوع.
وأكد أنّه من حق كافة الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية المشاركة في مداولات المحكمة وتقديم حجج كتابية وشفوية.
وأضاف البرادعي أنّ أيّ حكم تصدره محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، ستكون له عواقب سياسية واقتصادية وقانونية كبيرة.
ارتباك إسرائيلي ومخاوف
وكانت جنوب إفريقيا قد قدّمت، الجمعة 29 ديسمبر 2023، طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل؛ لقيامها بأعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكّدت دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أنّ
“أفعال تل أبيب وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة، لأنها مصحوبة بالنية المحدّدة المطلوبة… لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع، أي الفلسطينيين”،
حسب ما أفادت محكمة العدل الدولية في بيان.
وفي الدعوى، تطلب جنوب إفريقيا من المحكمة أن تشير إلى تدابير مؤقتة من أجل
“الحماية من أيّ ضرر إضافي جسيم وغير قابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية”، و”ضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية”.
وهذا الطلب أربك دولة الاحتلال، ذلك أنّ “التدابير المؤقتة” تعني الطلب من إسرائيل وقف العدوان، وهو ما دفعها إلى الموافقة على المثول أمام محكمة لاهاي للطعن في تهمة الإبادة الجماعية، بعد أن رفضت في وقت سابق الدعوى، قائلة إنّها لا تستند إلى أساس قانوني.
وقد هاجمت إسرائيل جنوب إفريقيا بعد رفع الأخيرة دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتّهم فيها تل أبيب بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، إنّ إسرائيل ترفض (باشمئزاز) ما وصفتها بـ”
مؤامرة الدم التي قامت بها جنوب إفريقيا في طلبها المقدّم إلى محكمة العدل الدولية”. وزعمت أنّ “حجة جنوب إفريقيا تفتقر إلى أساس واقعي وقانوني، وتشكّل استغلالا رخيصا لمحكمة العدل الدولية”.
شخصيات عربية تدعو إلى دعم جنوب إفريقيا
إلى جانب البرادعي، دعت شخصيات عربية أخرى الدول العربية إلى دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
ومن بين هؤلاء، الناشط الحقوقي الفلسطيني، وليد الخالدي، الذي قال في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”:
“أدعو جميع الدول العربية إلى دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، فذلك هو موقف الشعوب العربية وتعبير عن التزامها بحقوق الإنسان”.
ودعا الكاتب والصحفي الفلسطيني، توفيق زيّاد، الدول العربية إلى
“عدم التفريط في فرصة تاريخية لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال زيّاد في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”:
“دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية هي فرصة تاريخية للعرب لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإحقاق العدالة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف:
“على الدول العربية أن تدعم هذه الدعوى بكل قوة، وأن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال”.